کد مطلب:335819 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:134

امثلة معاصرة للمستهدفین بالإشاعات
1 - إن الطبیب المعروف (هارفی) (1578 - 1657 م) لم یكن له ذنب

یستحق به التشهیر والاتهام إلا كفاءته وتفوقه الذی جعله یكتشف الدورة



[ صفحه 265]



الدمویة فی جسم الإنسان ومع أنه أید نظریته بالبراهین الكثیرة إلا أن ذلك لم یمنع الحاسدین والمصلحین من أطباء عصره من مهاجمته واتهامه وتسفیه نظریته لمدة أربعین سنة.. وبعدها فرضت نظریته العلمیة نفسها علی الطب الحدیث. 2 - والمكتشف الشهیر (غالیلو) الذی یعتبر أحد مفجری عصر النهضة الأوروبیة (1564 - 1642 م) اضطر كذلك أن یدفع ضریبة نبوغه وكفاءته العلمیة التی تجلت فی اكتشافاته وآرائه العلمیة المعروفة فقد طورد واعتقل واستجوب أمام محكمة التفتیش ومنعت السلطات الكنیسیة جمیع الكاثولیكیین من قراءة كتبه وأصدرت ضده فتاوی التكفیر وهكذا كل متفوق وصاحب كفاءة، عالما كان أو خطیبا، كاتبا أو مدیرا، لا بد وأن یستعد لدفع ضریبة تفوقه وكفاءته بتلقی الاتهامات والإشاعات وشتی أنواع الإیذاء. وما كانت جریمة یوسف النبی (علیه السلام) فی طفولته حتی استحق أن یتآمر علیه إخوته ویلقوه فی أعماق البئر ویحرمونه من حب أبیه ورعایته.. لا جرم له إلا جماله وأدبه ومحبة أبیه یعقوب (علیه السلام) البالغة له.. كما ینقل لنا القرآن الكریم حیث یقول تعالی: (لقد كان فی یوسف وإخوته آیات للسائلین. إذ قالوا لیوسف وأخوه أحب إلی أبینا منا ونحن عصبة إن أبانا لفی ضلال مبین. اقتلوا یوسف أو اطرحوه أرضا یخل لكم وجه أبیكم وتكونوا من بعده قوما صالحین. قال قائل منهم لا تقتلوا یوسف وألقوه فی غیابت الجب یلتقطه بعض السیارة إن كنتم فاعلین) [1] .



[ صفحه 266]



الصنف الثانی: المصلحون. الذین یتحسسون آلام شعوبهم ویزعجهم الفساد والانحراف فی مجتمعاتهم فیهبون لتحمل مسؤولیة الإصلاح. وضمن هذه المعركة والصراع یشهر الطغاة والمفسدون سلاح الإشاعات والاتهامات ضد من یحمل رایة الاصلاح ولواء التغییر. لاحظ عزیزی القارئ هذه الملاحظات: الملاحظة الأولی (معاناة الأنبیاء). الملاحظة الثانیة (تهمة الجنون). الملاحظة الثالثة (تهمة السحر). الملاحظة الرابعة (تهمة الكذب). الملاحظة الخامسة (التهم الأخلاقیة). الملاحظة السادسة (تهمة العمالة) [2] .

فمن هنا نستنتج سبب الإشاعات نحو مذهب أهل البیت علیهم السلام المذهب الإسلامی الصحیح، وتوالت الإشاعات بقوة عبر التاریخ من بعد وفاة رسول الله صلی الله علیه وآله مرورا بالتغطیة الإعلامیة علی خلافة علی علیه السلام واغتصاب حقه ومظلومیته الفاضحة، ومظلومیة زوجته الزهراء علیها السلام بحیث اغتصب حقها وإرثها ومن أقرب المقربین لرسول الله صلی الله علیه وآله الذین یدعون بأصحابه ومرورا بمظلومیة أولاده كسم الإمام الحسن من قبل معاویة وقتل الحسین وقطع عنقه وحمل رأسه من العراق إلی



[ صفحه 267]



الشام وأی مظلومیة هذه؟! الذی یندی لها جبین الإنسانیة وجبین المروءة وجبین الكرامة وجبین العزة الإسلامیة. یا لها من فضائح.. یا لها من مجازر قتل جماعیة أیام الدولة العباسیة بحیث وصل الأمر كل إنسان یعلن حبه للإمام علی علیه السلام بعد رسول الله صلی الله علیه وآله كان یواجه بالجلد وقطع اللسان. وقطع الأعناق كحجر بن عدی الذی قطع عنقه، ومیثم التمار، وأبو ذر الغفاری الذی واجه النفی إلی صحراء الربذة... ولا زال مذهب أهل البیت علیهم السلام یواجه المؤامرات والضربات تلو الضربات والإشاعات والافتراءات بحیث وصل الأمر بمعاویة أن یجند أقلام تبث هذه الإشاعات الخطیرة لتبریر أفعال وأعمال من تآمر علی علی علیه السلام وأهل بیته والأكثر خطورة هذه الإشاعة الفاضحة التی راح ضحیتها آلاف مؤلفة من القتلی وهی إشاعة وأسطورة عبد الله بن سبأ. لماذا اختلقت هذه الإشاعة؟!! وما هی أسبابها وحیثیاتها؟ وما الغایة والهدف من ورائها؟ ولماذا جاءت فی هذا الظرف الحرج أثر المؤامرة علی الإمام علی علیه السلام وما هو الهدف من صنعها واختراعها؟!! وكثرت الأقلام للدفاع عن هذه القضیة والإشاعة الكاذبة ولا زال الصراع مستمرا والخلاف بین الأمة إلی عصرنا هذا، قسم من یدافع عن هذه الإشاعة ویبرر وجودها بأدلة واهیة، وقسم من یثبت أنها أسطورة كاذبة لا أساس لها.



[ صفحه 268]




[1] سورة يوسف: الآيات من 7 إلي 10.

[2] أخذ هذا المقطع من مقال للشيخ حسن الصفار من عنوان كراس (كيف نقاوم الإعلام المضاد).